100 عام على الصراع الصهيو-فلسطيني وما نزال نجهل قواعده
مجلة تحليلات العصر الدولية
أسعد العزوني
رغم مرور 100 عام على الصراع الصهيو-فلسطيني في فلسطين،ورغم انفضاح أمر الذين دعموا الحركة الصهيونية في الإقليم،وتطورات القضية بعد اتفاقيات أوسلو،وتداعيات صفقة القرن السعودية ،إلا أن هناك من لا يزال يجهل أسس وقواعد هذا الصراع،إما لجهل مفرط أو لأسرلة بدأنا نشهدها منذ توقيع معاهدة كامب ديفيد وإتفاقيات أوسلو ومعاهدة وادي عربة،أو بسبب مماحكة الفلسطينيين كما نشهد في جزيرة العرب هذه الأيام.
يتصور البعض ان صراعنا في فلسطين يتجسد بوجود الأراكوز كيس النجاسة حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو في الحكم وأنه هو العلّة،ولذلك نرى الترويج للمظاهرات الإسرائيلية المطالبة بإزاحة النتن ياهو الفاسد المفسد عن الجكم،وتبرز العملية في أبهى تجلياتها بتسويق هؤلاء الإسرائيليين المناهضين للنتن ياهو بأنهم أحرار،وهنا تكمن المأساة،بتعميق حرف الصراع عن قواعده الأصلية، وهي ان صراعنا مع اليهود الخزر في فلسطين ، إنما هو صراع وجود وليس صراع حدود،وصراع حق وباطل وليس صراع أشخاص معتوهين يحكمون المستدمرة ويستمدون قوتهم من الإقليم.
القصة ليست قصة نظام سياسي فاسد في فلسطين تماهى بالكلية مع النظام الرسمي العربي، المتواطيء مع الحركة الصهيونية مذ كانت فكرة ورقية يحار فيها مؤسسها العلماني اليهودي الخزري النمساوي ثيودور هيرتزل،وتم تثبيتها بوثيقة العار التي سلمها الملك عبد العزيز آل سعود إلى هيرتزل وتنازل فيها عن فلسطين ،بعد ان رفض السلطان العثماني عبد الحميد الثاني السماح لهم بالصلاة في القدس،ولذلك دمر اليهود الإمبراطورية العثمانية ،وثبتوا أركان مملكة آل سعود في جزيرة العرب،بمساعدة بريطانيا التي تآمرت معهم على الهاشميين وأنهت مملكتهم في الحجاز عام 1916.
لا أنكر شخصيا أن الحالة الفلسطينية حاليا مريبة منذ مؤامرة الغدر عام 1982 التي توّجت بإخراج قوات المنظمة من لبنان، بحجة ان قرار إنشاء الدولة الفلسطينية مضمون وفي جيب القيادة السعودية ،ولكن هذه القيادة ما كانت لتنسدح هكذا لو وجدت نظاما رسميا عربيا يدعمها ويساعدها على إدامة الإشتباك مع الصهاينة،ولكن كيف سيتم ذلك وقد ثبت ان الجميع صهاينة؟بدليل التخلي المباشر عن الأردن ولبنان وحرمانهما من التمتع بمنظومة دفاع جوي .
عموما أقول :ذهب النتن ياهو ،أو جاء غانتس أو غيره لن يغير من الأمر شيئا ما دمنا لن نمارس الكفاح المسلح.